منذ ما يزيد على 2500 عام، تم استخدام الذهب في التجارة، الأمر الذي يجعله شكل من أشكال المال المعترف به بين مجتمعات العالم أجمع حتى يومنا هذا، وبشكل أو بآخر فإنه ينظر للذهب على أنه “الملاذ الآمن”؛ لأنه لطالما استُخدم كمخزن للقيمة على الرغم من الحروب والكوارث الطبيعية وصعود وسقوط الإمبراطوريات العظيمة.
أما حول احتفاظ الذهب بقيمته فتجدر الإشارة لأنه وعلى مدار عدة قرون تمكن الذهب من الاحتفاظ بقيمته، إلا أن اهتمام التجار به خلال الفترة ما بين أوائل الثمانينات وحتى بدايات القرن الواحد والعشرين (1982-2002) تضاءل؛ ويعزى ذلك لأسباب النمو الاقتصاد القوي والمستقر بالإضافة لأسواق الأسهم عالية الارتفاع، وما بعد تلك السنوات بدأ الاهتمام بالذهب ينمو ببطء حتى انفجر مع بداية الأزمة المالية الكبرى في العام 2008، تبع ذلك ارتفاعات متتالية كان من أعلاها سعر 1900 دولار/الأونصة الذي كان في أواخر العام 2011.
العوامل التي تؤثر على سعر الذهب
عندما يتعلق الأمر بتداول الذهب فإنه يعد من أصعب الأصول المالية في التقييم؛ فمن جهة يعتبر الذهب مشابه للعملات مثل الدولار الأمريكي أو اليورو من حيث خصائص المتانة وهو محمول وموحد في جميع أنحاء العالم، كما أنه مقبول على نطاق واسع، ولكن يكمن الاختلاف ما بينه وبين باقي العملات في أنه غير مدعوم من خلال الاقتصاد الأساسي للعمال والشركات والبنية التحتية.
ومن جهة أخرى، يمكن اعتبار الذهب مشابه للسلع مثل الزيت أو الذرة؛ لكونه يأتي من الأرض وله خصائص فيزيائية موحدة، بينما يكمن الاختلاف في أنه غالبًا ما يتقلب سعر الذهب بشكل مستقل عن العرض والطلب الصناعيين.
تداول الذهب
اعتماداً على التحليل الفني للذهب، يفضل بعض المستثمرين الاستحواذ المادي على السبائك الذهبية؛ اعتقاداً منهم بأن ذلك أفضل ويضمن قدرتهم على الوصول إليها في أي وقت، وفي حقيقة الأمر يمكن اعتبار أن هذه الاستراتيجية باهظة التكلفة من خلال حساب التكاليف الإضافية لنقل السبائك وتخزينها وحمايتها وتداولها. وعلى صعيد آخر، يركز بعض المتداولين على تداول السعر “الفوري” الحالي للذهب، والذي يعتمد على سعر أكثر العقود الآجلة نشاطاً في بورصة COMEX (بورصة السلع) في نيويورك، والتي تعتبر أسعاراً دقيقة وحديثة بسبب أن العقود الآجلة يتم تداولها بنشاط في موقع مركزي كل يوم.
جدير بالذكر أن العديد من شركات الوساطة تعتمد عند التداول على السعر الفعلي للذهب، وليس كحال باقي المنتجات التي يتم تداولها في البورصة، حيث يوفر الذهب تنوعًا مقارنةً بالأسواق الأخرى المتداولة بشكل شائع. وما ينبغي الإشارة إليه عدم وجود “أفضل” طريقة لتداول الذهب، وإنما تمكن العديد من المتداولين الاستفادة من استراتيجيات التداول الفنية التي يستخدمونها على الأدوات الأخرى وتطبيقها بسهولة وتكييفها مع سوق الذهب، وبشكل خاص لأن سوق الذهب يميل لتشكيل اتجاهات دائمة؛ فعلى سبيل المثال وجد العديد من المتداولين نجاحًا في تكييف الاستراتيجيات بناءً على خطوط الاتجاه وتحليل فيبوناتشي ومذبذبات ذروة الشراء / ذروة البيع مثل مؤشر القوة النسبية ومؤشر ستوكاستيك.
أربعة خطوات موجزة لتداول الذهب
لتقوم بتجربة تداول ناجحة ومربحة في سوق الذهب يلزم 4 خطوات رئيسية نوجزها فيما يلي:
- تعلم كيف تؤثر ثلاثة أقطاب على غالبية قرارات بيع وشراء الذهب، وهي: التضخم والانكماش، الجشع والخوف، العرض والطلب.
- تعرف على الجماهير المتنوعة التي تركز على تداول الذهب والتحوط والملكية.
- خذ وقتًا لتحليل مخططات الذهب طويلة وقصيرة المدى، مع التركيز على مستويات الأسعار الرئيسية التي قد تلعب دورًا.
- اختر مكانك للمخاطرة، مع التركيز على السيولة العالية وتنفيذ الصفقات بسهولة.
